كيف نعلم شبابنا أن لا ينساق حول الفكر المظلم ؟
كيف نعلم شبابنا أن لا ينساق حول الفكر المظلم ؟
كتبت / شيماء نعمان .
لطالما كان الهدم أسهل كثيراً من البناء فإذا كان النبى صلى الله عليه وسلم قد أدى الرسالة وبلغ الأمانة وأتم لنا الدين وأخبرنا بأننا سنختلف على بضع وسبعين شعبة كلهم فى النار إلا من كان على منهج القرآن والسنة فقط ،وحيث أن الرسالة المحمدية كانت تتلقاها الأمة من فم ولسان اشرف الخلق وحامل لواء الحمد يوم القيامة والذى بوفاته وإنقضاء عهد الخلافة الراشدة وبداية ظهور الفرق الإسلامية كالخوارج والشيعة والمعتزلة وغيرهم وغيرهم كثير ، بدأ ظهور الخلافات المذهبية والعقائدية حتى انقسم العالم العربي قبل بداية حقبة الاستعمار الأوروبى إلى قوتين ومذهبين رئيسيين هما المذهب السنى ممثلاً بالإمبراطورية العثمانية التى آلت إلى دولة تركيا الآن والمذهب الشيعي للدولة الصفوية الإسلامية التى آلت إلى دولة ايران الآن و التى تحاول كل منهما إعادة أمجاد امبراطورية كل منها السابقة وبسط نفوذهم وسيطرتهما على منطقة الخليج والوطن العربى بأكمله وهو ما يؤجج لصراع مذهبى وحرب دينية بين المسلمين والمسلمين فقط وهو ما تخطط له القوى الاستعمارية الكبرى وتغذيه بين هذه الشعوب المسلمة وتنفخ فى كير هذه النار حتى تحرق الجميع وتقضى على الأخضر واليابس
ولما كانت القوى الاستعمارية الكبرى كفرنسا وبريطانيا وقبل أن تخلع أنيابها وبراثنها من المنطقة قد نثرت فيها بذور الفرقة والخلاف بين جميع المسلمين والدول الإسلامية، حيث دعمت قيام وانشاء جماعة الإخوان المسلمين برعاية شركة قناة السويس الأجنبية وقتها و المخابرات البريطانية العقل المدبر والمخطط الرئيسي لكل خطط إسقاط وتخريب الدول كما قامت هذه القوى بوضع نقاط الصراعات الحدودية كما هو الحال فى موضوع حلايب وشلاتين بين مصر والسودان وخاصة بعد وضع اتفاقية ( سايكس بيكو ) موضع التنفيذ لتقسيم البلاد العربية بين القوى الاستعمارية الكبرى
وكذلك قاموا بزرع الكيان الصهيوني كبذرة شيطانية و سرطانية فى قلب الوطن العربى، وحيث أن هذه القوى الإستعمارية وفى عصرنا الحديث قد بدأت بإنتهاج أساليب وأدوات الأجيال الحديثة من الحروب لتفتيت
وإضعاف هذه البلاد من الداخل من خلال تأجيج الصراعات الداخلية بين
المواطنين ودولهم ودعم الحركات الإنفصالية للدرجة التى جعلتهم من النتائج المبهرة لهذه الحروب أن يخططوا بتفتيت هذا المفتت إلى اصغر قطع ومساحات صغيرة ممكنة
حتى تضيع تماماً هوية الدولة الوطنية وللأبد لتمهيد الارض للسيطرة الكاملة على هذه البلاد مستقبلا .لذلك فإنه يجب توحيد الخطاب الدينى ،ولكن ليس المقصود هنا أن يكون توحيد الخطاب كما تراه وزارة الأوقاف المصرية فى خطبة الجمعة على المنابر، ولتوضيح المعنى المطلوب فإذا كان توالى الأحداث والتطور السريع للتكنولوجيا بعد عام ٢٠٠٠ مع كثرة إنتشار القنوات الفضائية الخاصة بهدفها الأساسى وهو تحقيق الربح قد ضيعت الرسالة الإعلامية الهادفة التى تاهت وسط هذا البحر الكبير متلاطم الأمواج من كثرة القنوات الفضائية ومع إلغاء وزارة الإعلام ضاعت الرسالة الإعلامية الهادفة والى الأبد ثم يتسائل الأستاذ أيمن الأدغم لماذا وصلنا إلى هذه الحالة من ضياع الوعى الإجتماعى وبدء مؤشرات تغير الهوية الوطنية المصرية وكثرة العوامل التى أدت إلى ضياع الرسالة الدينية الصحيحة التى أدت إلى إنتشار الإرهاب ويتسائل الجميع كيف وصلنا لهذه الحالة دون أن يعرف أحد الأسباب الجوهرية التى أدت إلى إنتشار الفكر الإرهابي و الظواهر الغريبة على المجتمع المصرى ؟؟!!
ج/ طبعا أصبحت الإجابة واضحة الآن ألا وهى أين الرسالة الإعلامية الهادفة التى تمنع أو تحد من انتشار هذه الظواهر و التى توشك إذا تفاقمت أكثر أن تودى بالمجتمع إلى سبل وطرق لا يعلم مداها إلا الله .
ولذلك وحتى يتم القضاء على الإرهاب وأعوانه من خوارج هذا العصر الذين تركوا واجبهم الدينى المقدس نحو بيت المقدس الأسير وبدلا من ذلك يتوجه إلى اى بلد عربى ليقتل جنودها المدافعين عن تراب أوطانهم بحجة أنهم أصبحوا كافرين ويجب قتلهم اولا ويترك القدس التى يمر عليها جيئة و ذهابا
لاعدائها من اليهود الجاثمين على ترابها ليدنسوه يوميا ليتركهم أحراراً دون أن يطلق عليهم طلقة صوت أو بمب حتى فإذا سئل لماذا لا تعرج إلى اليهود اعداء القدس يقول لك من سخرية القدر و من الجهل بالدين ( أنهم أهل كتاب وأمرنا ألا نحاربهم فبيننا وبينهم ميثاق ) الآن أصبح إحترام الميثاق بالهوى يعنى حبة إحترام وحبة ثانية حسب إللى هيدفع، واحنا تحت الأمر ونحن نحارب فقط الكفار ( يقصد بالطبع الجنود التى تدافع عن تراب أوطانهم ) وعجبى اى تسفيه للعقول هذا !!!
ولذلك ولمواجهة هذه العقيدة الدينية المنحرفة يجب إتخاذ خطوة واحدة إيجابية ستكون كفيلة بتصحيح العقيدة الإسلامية وتصحيح الشبهات التى يحتج بها هؤلاء الضالة الذين يقتلون المسلمين وغيرهم بإسم الدين والدين منهم براء وهذه الخطوة هى على النحو التالى:-
( أن يتم التنسيق مع جميع القنوات الفضائية المصرية الموجودة على النايل سات او عرب سات او اى قمر فضائى وكذلك عرض إمكانية إشتراك جميع القنوات العربية الموجودة على هذه الأقمار وخاصة جميع الدول التى يتواجد بها الإرهابيين كالعراق و سوريا و اليمن وليبيا للإشتراك فى توجيه خطاب دينى معتدل يوضح حقيقة الدين الاسلامى ورسالة السماء إلى الأرض من خلال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذى قال له ربه ” ما عليك إلا البلاغ” و ” ليس عليك هداهم ” و “وانك لا تهدى من احببت ” وكذلك قول الرسول لأصحابه عن أصحاب الفتن آخر الزمان ” فإن كفروكم فإنهم هم الكافرون ” وأيضاً لتوضيح المسائل الفقهية المشتبهة عند الناس وتوضيح مبدأ الحاكمية فى الإسلام التى كفروا بها جميع المسلمين حتى يعلم الناس صحيح الدين من خلال حديث صفوة العلماء المسلمين فى برنامج يتم بثه بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع ولمدة ساعة من الواحدة حتى الثانية بعد الظهر .على أن يتم إعادته مرتين كاملتين طوال الأسبوع حتى موعد الحلقة الجديدة فى الاسبوع التالى بعد صلاة الجمعة أيضاً لتعريف الناس بصحيح الدين .)
فقد بدأ الإسلام غريباً وسيعود الإسلام غريباً .
الآثار التى يمكن أن تترتب على تنفيذ هذه الفكرة
١ – توعية الشباب المصري والعربى بصحيح الدين والرسالة السماوية السمحة من القرآن والسنة وحتى لا يصبح الشباب مطية سهلة للأفكار المتطرفة.
٢ – أن هذه الرسالة ستصل بحكم الفضول إلى الكافة حتى الإرهابيين ذاتهم فى عقر دارهم ومعسكراتهم مما يثير فيهم حالة من التردد والريبة فى صحة وحقيقة المنهج المنحرف لهذه الجماعات فعسى أن تصوب من عقول وفكر بعضهم إلى باب التوبة إلى الله وترك المعاصى وقتل الأبرياء.٣ – أن التوعية بصحيح الدين يمنع هذه الجماعات من إنضمام أعداد جديدة إليها لتقوم باستعواض المقاتلين الذين ماتوا لديهم فى المواجهات مع القوات الوطنية لهذا الدول على أراضى المعارك بأى مكان
٤ – القضاء نهائياً على هذه الجماعات وتقليص أعداد المقاتلين فيها بالقتال والحرب الفكرية جنباً إلى جنب حتى نصل للهدف المطلوب وهو القضاء على الفكر الإرهابي نهائيا وللأبد.