مصطفى الفقي: قضية سد النهضة لا تقل أهمية عن أزمة كورونا
قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إنه لم يحدث في التاريخ المعاصر أن سيطرت قضية على العالم مثلما فعلت أزمة فيروس كورونا، وكان من الطبيعي أن يشغل هذا الأمر كل الناس ومع ذلك هناك أمور لا يجب أن تغيب عن الذهن منها الصراعات السياسية والقضايا الإقليمية الموجودة قبل ظهور فيروس كورونا.
وأضاف خلال لقائه في برنامج يحدث في مصر مع الإعلامي شريف عامر على فضائية إم بي سي، :” إن إيران على سبيل المثل تعاني من مشاكل إقتصادية وأدروغان حاول العبث بالحدود السورية مستغلا انشغال العالم بأزمة كورونا وكذلك أزمة سد النهضة والمشكلة الاقتصادية اللبنانية.
وأوضح مدير مكتبة الإسكندرية أن هناك أيضا تطور هام في السودان فهو يمر بمرحلة مخاض غير مسبوقة والعداء الذي سببه البشير خلال سنوات حكمه بدأ يتغير ونحن أمام سودان مقبل على الانفتاح، ولديه رغبة في إقامة دولة مستقرة داخليا، ورفع العقوبات الدولية.
وأشار الفقي إلى أن مصر تقف بجانب السودان لعبور هذه التحديات وهذا سينعكس على مفاوضات سد النهضة فلابد ألا ننسى قضية سد النهضة في ظل الانشغال بأزمة كورونا، فهذه القضية لا تقل أهمية بالنسبة لمصر عن أزمة كورونا.
ورأي الفقي أن السودان ومصر لديهما حسن نوايا لتخطي كل ما فعله البشير في العلاقات المصرية الثنائية ، متابعا :” مع خروج الرئيس السوداني السابق عمر البشير من السلطة شعرنا أن هناك صفحة جديدة تبشر بالخير بعد أن كانت هناك محاولة لانتزاع السودان من عروبته ووادي النيل “.
وأوضح أن البشير زيف وعي الشعب السوداني بإمكانية تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة من وراء قضية سد النهضة، وهذا ليس حقيقيا بل العكس هو الصحيح لان الضرر الذي سيحدث من جراء الموقف الأثيوبي سيلحق بالجميع.
وطالب الفقي الأشقاء في السودان بضرورة تشكيل رأي علمي مدروس حول قضية سد النهضة لأن القضية بالنسبة لاثيوبيا قضية كيدية سياسية وليست فنية وإقتصادية.
وتابع الفقي :” نحن مع رفاهية الشعب الاثيوبي ولكن ليس عن طريق العبث بالمياه وبمقدرات الشعوب وأظن أن الاشقاء في السودان أدركوا هذه الأمور ويجب أن يتحركوا كطرف ووسيط”.
وأضف الفقي أننا لن نعيش في ظلال كورونا للأبد وسوف تستأنف الحياة رغم التداعيات الاقتصادية التي تحدث في العالم والحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا.
ورأى أن انتشار الأوبئة في العالم سيجعل العالم يفكر فيما هو أخطر كالتغيرات المناخية والبحث في القضايا المتصلة بحياة الإنسان، متوقعا أن يتم تأجيل الكثير من اللقاءات الدولية الكبرى كاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وستلقي أيضا بظلالها على الانتخابات الامريكية.