مصطفى الفقي: إيران وتركيا تسعيان للسيطرة على ثروات المنطقة.. مصر الدولة المحورية التي تستطيع الوقوف أمام الاطماع التركية
قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إننا أمام وضع إقليمي غير مسبوق وصراعات بين القوى الإقليمية، فالكل يحاول أن يضعف الآخر ويبسط نفوذه على مناطق وفقا لمصالحه، لافتا إلى أن إسرائيل عملت لسنوات طويلة على إضعاف المنطقة واستنزافها .
وأضاف خلال لقاءه مع الإعلامي شريف عامر، في برنامج يحدث في مصر على فضائية إم بي سي مصر، أن هناك قوى إقليمية أخرى تلعب نفس الدور الآن وهما تركيا وإيران فلهما أطماع في ثروات المنطقة وهي فرصة سانحة نتيجة الأوضاع العربية المتشرذمة ومعاناتها من التفكك، فإيران تنظر إلى المشرق العربي وتركيا تنظر إلى جزء من سوريا والعراق وليبيا.
ورأى الفقي، أن هناك إتفاقا ضمنيا صامتا بين هاتين الدولتين على تقسيم النفوذ في المنطقة، متابعا :” الصراعات السنية الشيعية بين الدولتين هدأت وأصبح هناك إتفاق غير مكتوب بينهما وهو ما نراه على سبيل المثال في العراق فإيران لها مصالح كبرى في العراق وقامت تركيا بضرب جزء منها ولم تتحرك إيران وغضت الطرف عن هذه التحركات”.
وأشار مدير مكتبة الإسكندرية الى أن مصر الدولة المحورية المركزية التي تقف أمام الأطماع التركية المنطقة وصناع القرار في العالم يعلمون جيدا أن من يسيطر على مصر تكون له الكلمة في المنطقة ولكن هذا لن يحدث”.
وتابع الفقي بقوله :” مصر ظلت صامدة بعد الربيع العربي ولا زالت صامدة وتستطيع أن تحقق الاستقرار والاصلاح الاقتصادي ومقاومة الارهاب والوقوف في وجه التمدد التركي في ليبيا”، مشيرا إلى أن الهدف من كل الضغوط التي تتعرض لها مصر هو تطويقها من كل إتجاه.
ورأى الفقي أنه لن تكون هناك مواجهة عسكرية حادة بين مصر وتركيا ولكن قد تحدث مناوشات، متابعا :” الاتراك أيقنوا أن خط الامداد في منطقة بعيدة عن بلادهم ومع التفوق المصري أمر غير مضمون العواقب وستظل الأمور هكذا إلى أن تصل الأطراف الليبية إلى إتفاق وقد يستغرق ذلك سنوات.
وشدد على ان موقف الدول الكبرى تجاه ما يحدث في المنطقة غير واضح وغير قوي فرأينا تغيير أجيا صوفيا إلى مسجد ولم نجد تحركا دوليا قويا تجاه ذلك فالعالم يتعامل بتمييز بين الدول وهناك إزدواجية في المعايير، مضيفا أن كل الصراعات التي تحدث في الشرق الأوسط في النهاية تصب لصالح إسرائيل.
وردا على سؤال حول ثورة 23 يوليو وما حققته، قال الدكتور مصطفى الفقي، إن تغيرات كثيرة في المنطقة حدثت بعد ثورة 23 يوليو فلولاها ما حدثت ثورات التحرر في الجزائر وليبيا وإفريقيا، ولكن الآن الأمر اختلف تماما.
وأضاف أن أمريكا طلت بوجهها بعد الحرب العالمية الثانية وكان لها دور كبير في حماية ثورة يوليو وأوقفت أية تحركات إنجليزية ضد الثورة. مشيرا إلى أن الوضع الآن اختلف فأمريكا هي القوى المسيطرة في العالم الآن وتتحرك بحرية في المنطقة في حين اختفى الاستعمار البريطاني والفرنسي.
ورأى الفقي إن ثورة يوليو لم تتمكن من تكوين بعد ثقافي مختلف ولم تستطع أن تقدم له تغييرات على الأرض تجعله يتواكب مع أفكار الثورة،مضيفا أن كل أفكار عبد الناصر صحيحة ولكن الثورة لم تتمكن من تغيير العقل المصري كي يصبح عقلا عصريا يعبر عن إنسان جديد
.
وقال إن الإثيوبيين لديهم قدر من الكيد والضغينة تجاه مصر ولذلك هم يسعون لاستفزاز مصر بكل السبل، لافتا إلى أنه لا يمكن أن يستمر الوضع على هذا النحو، فهم مدعومين من دول مختلفة منها إسرائيل، ويستغلون الأوضاع الإقليمية لصالحهم.