علي مسؤليتي

د.إيمان يسري تكتب : الضعــــف فـــــي الحــــــب

Spread the love

بقلم/ د. إيمـــــان يســـــري

هل الحب ضعف؟ سؤال يتم طرحه منذ بداية الأزل، ومع ذلك إذا بحثت عن الإجابة عزيزي القارئ، لا تجد إجابة واضحة ومؤكدة لهذا السؤال المحير.

فقد تجد فئة قوية مسيطرة، تؤكد من خلال التجارب أن الحب ضعف، حيث يجعلك الحب تفعل أي شيء من أجل الحبيب حتى إذا كان عكس رغبتك وطبيعتك، وبناء عليه قد ترفض هذه الفئة الوقوع في الحب أو التسليم له من الأساس، حتى لا يضعفوا ويفعلوا ما لا يرغبوا بإسم الحب، أو خوفا من أن يطلق عليهم ضعفاء الشخصية.

وقد تجد فئة أخرى رومانسية حالمة، تصف الضعف في الحب بأنه أجمل ضعف في الحياة، وهذه الفئة مقتنعة تماما أنه لا حب بدون ضعف مع الحبيب والانسياق لكل طلباته ورغباته وأوامره لكي تعبر له عما تشعر به من حب.

ومن ناحية وسطية عاقلة (أو ربما أكثر تحيرا) قد تجد فئة تقول إن الحب ضعف وقوة في الوقت ذاته، بمعنى أن فكرة الحب في حد ذاتها تعطي للإنسان قوة في حياته وشخصيته، بحيث أن طاقة الحب تدفعه للأمام وتجعله أكثر إصرارا على مواجهة الحياة وتحقيق طموحاته؛ ولكن يصبح هذا الإنسان ضعيف ورقيق القلب مع من يحب فقط. ومن هنا؛ ترى هذه الفئة أن الحب ليس ضعفا ولكنه نوع من أنواع التنازل مع الحبيب لكي يضمن بقاء علاقة الحب التي تمده بالقوة.

عزيزي القارئ، لا يمكن لأحد أن ينكر أن الحب ضعف، ضعف مع الحبيب، وضعف للحبيب، وأن الحب بلا ضعف مثل الطعام بلا رائحة، وإذا كنت واثق من حب الطرف الأخر لك، فلا تخجل أبدا من ضعفك أمامه، لأنه إذا أحبك حقا، ستجبره مشاعره على عدم استغلال هذا الضعف، وسيكون دائما داعم لك في كل أحوالك ويمدك دائما بالقوة والحنان في ذات الوقت.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق