تأصيل سلالات الخيل بمكتبة الإسكندرية

تقرير : منة خالد – ملك أبو القتوح
تعد مكتبة الإسكندرية من أهم المراكز الثقافية التي تحتفظ بتراث كبير يتعلق بالخيل المصري والعربي. تشمل هذه المجموعة وثائق ورقية، مخطوطات، صور فوتوغرافية، وسجلات تتبع تاريخ السلالات وتطورها عبر القرون.
حيث صرح الدكتور محمد عبد العزيز، مدير مركز التراث بالمكتبة، قائلاً: إن مجموعة الوثائق المتعلقة بالخيل والتي تضم أكثر من ألف مخطوطة وصورة فوتوغرافية تمثل مصدراً لا يقدر بثمن لفهم تاريخ السلالات المصرية والعربية”. وأضاف أن المكتبة تعمل حالياً على مشروع رقمنة شامل لجميع هذه المواد لتسهيل الوصول إليها للباحثين من جميع أنحاء العالم.

من جانب آخر، أكد اللواء أحمد صلاح، رئيس الهيئة العامة للخيل، أن التعاون بين مكتبة الإسكندرية ومعهد الخيل العربي سيمكننا من إجراء تحليلات DNA على عينات قديمة، مما سيساهم في تأكيد نسب السلالات الأصيلة وتطوير برامج الحفاظ عليها .
كما ذكرت الدكتورة ليلى حسن، أستاذة التاريخ الإسلامي بجامعة الإسكندرية، أن المخطوطات التي تصف خصائص الخيل العربي في القرن التاسع عشر توفر رؤية فريدة عن التطور الجيني والجمالي للسلالات خلال تلك الفترة .
1. تاريخ الخيل في مصر
– العصر الفرعوني : تم العثور على نقوش تصور الخيل الملكية واستخدامها في الحرب والرياضة.
– العصر الإسلامي : أدخل العرب السلالات العربية الأصيلة (مثل الكحيلة والعباسية) مما أثر على تطور الخيل المصري.
– العصر الحديث : تأسيس الجمعيات الملكية للخيل (1900) وسعيها للحفاظ على السلالات المحلية.

2. دور مكتبة الإسكندرية
– المحفوظات : تضم المكتبة مجموعة من الوثائق الرسمية (مراسلات وزارة الزراعة، تقارير الجمعيات) التي تسجل نسب الخيل منذ القرن التاسع عشر.
– المخطوطات : توجد مخطوطات عربية قديمة تصف خصائص السلالات ومبادئ التربية.
– الصور القديمة : آلاف الصور الفوتوغرافية للأحصنة المصرية في مسابقات ومعارض دولية.
3. السلالات الرئيسية الموثقة
– الكحيلة: سلالة عربية أصيلة تتميز بالرأس النحيل والعنق الطويل.
– العباسية : تتميز بالقوة والتحمل، كانت تستخدم في الجيش.
– البلدية : خيل مصري أصيل نشأ في المناطق الساحلية، معروف بسرعته.
4. الجهود البحثية والتطوير
– مشروع الرقمنة : بدأت المكتبة في تحويل الوثائق والمخطوطات إلى صيغ رقمية لتسهيل الوصول للباحثين.
– التعاون الدولي : شراكات مع معهد الخيل العربي (فرنسا) ومعهد جينوم الخيل (الولايات المتحدة) لإجراء تحليلات DNA على عينات قديمة.
– ورش العمل : تنظيم ندوات سنوية حول تاريخ الخيل وتأصيل السلالات، يشارك فيها علماء الوراثة والمؤرخين.
5. أهمية التأصيل
– الحفاظ على التراث : يساعد في حماية السلالات المحلية من الانقراض.
– التعليم : توفير مصادر موثوقة للطلاب والباحثين المهتمين بتاريخ الخيل.
– الاقتصاد : تعزيز قطاع تربية الخيل السياحي والتصديري من خلال إثبات أصالة السلالات.
6. التحديات المستقبلية
– نقص التمويل: يتطلب مشروع الرقمنة موارد مالية كبيرة.
– الحفاظ على العينات البيولوجية: ضرورة جمع عينات DNA من الخيل القديمة قبل فقدانها.
– التكامل بين المصادر: دمج المعلومات التاريخية مع البيانات الجينية لتحقيق رؤية شاملة.
ومما سبق يتضح من خلال الوثائق والمخطوطات الموجودة في مكتبة الإسكندرية مدى أهمية هذا التراث في فهم تاريخ الخيل المصري والعربي ، كما إن الجهود المبذولة لرقمنة هذه المواد والتعاون الدولي لإجراء الدراسات الجينية تعزز من قدرة الباحثين على تأصيل السلالات وحمايتها من الانقراض.
وفي نهاية المطاف، فإن الحفاظ على هذا الإرث الثقافي ليس مجرد مسألة تاريخية، بل يعد أساساً لتطوير قطاع تربية الخيل في مصر وتعزيز مكانته على المستوى الدولي.

