صفقة القرن مايكل سفارد “نحن نعيد بدون خجل، في القرن 21، لغة الإستعمار”
كتب حسن زغلول
مايكل سفارد، هو محامي وحقوقي إسرائيلي في حوار مع لوموند حول ما يسمى بصفقة القرن قال: “نحن نعيد بدون خجل، في القرن 21، لغة الإستعمار”.
وأضاف مايكل سفارد قائلاً: يبدو أن جهاز الأمن يعارض تنفيذ الخطة، عودة القوات الإسرائيلية في رام الله، في حال إنهيار السلطة الفلسطينية يعني إنتفاضة جديدة، والخطر الثاني الأكبر سيتسبب فيه ضم غور الأردن، فان ملك الأردن سيكون محل ضغط شديد لإلغاء إتفاقية السلام بين البلدين.
أستطرد مايكل سفارد حواره بأن نتنياهو يفكر أن خطة ترامب ومسألة الضم يمكن أن تجلب له فوزاً كبيراً في إنتخابات مارس، فوزٌ هو في حاجة إليه حتى يكون لديه أصوات كافية لتمرير قانون الحصانة وتعديل يمنع الرقابة من المحكمة العليا.
كيف تنخرط هذه الخطة في إطار اللعبة السياسية الإسرائيلية؟
أجاب مايكل سفارد بأنه يرى أن لليمين المتطرف فرصة غير مسبوقة، ونتنياهو محاصر بين خيار المحاكمة بتهمة الفساد، وربما السجن، والحصانة.
واكمل مايكل سفارد حديثة قائلاً، بالنسبة لإسرائيل، فأوروبا هي جارتها، حيث تتركز أبرز أنشطتها التجارية، حيث نذهب في عطلة نهاية الأسبوع، ويمكن أن تعارض أوروبا بحزم هذا الضم وتطالب إسرائيل بإحترام الخط الأخضر (هدنة عام 1949)، ولكن التصريحات التي تم الإدلاء بها منذ 48 ساعة تعزز قلقي.
ثم هذا الضم لإسرائيل يطرح تحدياً ضخماً للأوروبيين، حتى هذا اليوم فهم طالما مارسوا سياسة تمييز بين إسرائيل والمستوطنات.
والآن تم توقيع تمديد إختصاص المجلس الأعلى للتعليم للمستوطنات، أي أن التعاون الجامعي بين المؤسسات الأوروبية والإسرائيلية سيكون دعماً ضمنياً للمستوطنات، فماذا ستفعل أوروبا؟
على الأوروبيين توجيه رسالتين، للأمريكيين ولإسرائيل، أولهم يجب القول لواشنطن “نحن نفهم أفضل من أي أحد ونتعلم من دروس الصراع العالمي ونستخلص العواقب، والثانية كل سياسة تتعارض مع مبادئنا تمثل خطراً على أمننا الوطني وأسلوب عيشنا، وإستخدام العبارات العزيزة على الأمريكيين.
ما رأيك في ردود الفعل الخجولة للأوروبيين؟
أجاب سفارد لقد كنت شاهداً في السنوات الأخيرة على إختفاء الأوروبيين الذين كانوا في السابق طرفاً مركزياً لحل الصراع، كنت آنذاك في إتصال أسبوعي مع ممثليهم، ثم جاء البريكزيت وصعود القوى المناهضة لليبرالية وأزمة اللاجئين، تزامناً ع فوز ترامب.
وأضاف بما أنني لست متديناً، لا أقول للناس أين يمكنهم الصلاة وفيما يجب أن يؤمنوا، ولكن لا يمكن أن يكون ذلك في مكان محتلٍّ.
فلو كان لدينا عضوان متساويان ومستقلان في المجتمع الدولي، كان ليكون منع اليهود من الصلاة هناك أمراً غير مقبول، ولا يمكن إتخاذ قرار بما أن المكان محتل، فتواجد اليهود في هيكل الجبل قد يكون عاملاً للحرب، فطيلة 2000 سنة اليهودية لم تقدس الأمكنة والصهيونية هي من أدت إلى هذا التحول.
كانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بيوم الثلاثاء وضم القدس الشرقية، فإنه لأمر مذهل وهذا يبين مدى توافق ترامب مع اليمين الراديكالي في إسرائيل، ويُضاف إلى ذلك الإمكانية التي وردت في الخطة بالسماح لجميع المؤمنين بالصلاة في جبل الهيكل.
ما هي العواقب في ضم المستوطنات في الضفة الغربية؟
أجاب سفارد هذه الأراضي لن تعتبر ‘متنازع عليها’، مثلما يقول الإسرائيليون أو ‘محتلة’ وفقاً للمجتمع الدولي، وإنما ببساطة هي أراضي إسرائيلية.
وماذا عن القانون؟
مايكل سفارد: نحن نشهد على إبادة عدة ركائز للنظام الدولي ما بعد الحرب، تنص الأولى على أننا لا نكتسب السيادة بالقوة، الركيزة الثانية هي الحق في تقرير المصير، إنها ليست جائزة أو لقب لحسن السلوك، إنها تتجسد في شكل دولة بالمعنى الكامل، دولة ضمن دول أخرى مساوية لها.
وخلصت دولتان “غربيتان”، الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى أن الفلسطينيين البدائيين ليسوا مستعدين للإستقلال، ويتعين عليهم إكمال إختبارات متوسطة وسيكون هذان البلدان حكماً فيها، فنحن نعيد بلا خجل في القرن 21 لغة الإستعمار.
ثم لنتحدث عن المحتوى إسرائيل تحصل على كل شيء، فوراً، والفلسطينيون ربما شيء ما في النهاية. لنتحدث عن الأسلوب والعرض التقديمي ذكرني بوغد كان يضايق أضعف طفل في القسم، تحت تصفيق الحضور.
كيانٌ محاط بالكامل من طرف إسرائيل، ليس بصفة مؤقتة مثلما كان في ظل نظام الإحتلال، وإنما بشكل دائم، مع مجموعتين، الأولى بحقوق مدنية كاملة والأخرى لا.
إنها ليست خطة سلام، بل خطة ضم يمكن أن تؤدي إلى الحرب، إذا نُفذت بالكامل، فإنها ستخلق أبارتايد ” الأبارتايد هو نظام الفصل العنصري الذي حكمت من خلاله الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا من عام 1948 وحتى تم إلغاء النظام بين الأعوام 1990 – 1993 وأعقب ذلك انتخابات ديموقراطية عام 1994 وهدف نظام الأبارتايد إلى خلق إطار قانوني يحافظ على الهيمنة الإقتصادية والسياسية للأقلية ذات الأصول الأوروبية”، لا أستخدم الكلمة للاستفزاز، بل سيكون لإسرائيل سيطرة دائمة على الفلسطينيين الذين سيكون لهم كيان دون سلطة للدخول في تحالفات، توقيع معاهدات ومراقبة دخول وخروج الأشخاص والممتلكات.