غير مصنف

رأس المال البشرى وعلاقته الديناميكية بالتنمية والنمو الإقتصادى

Spread the love

 

بقلم د. أحمد أبو غنيمة

 

 لم تتعدى كتابات الباحثين والمهتمين على المستوى القومى والعالمى لمفهوم رأس المال البشرى الكثير وكانت ذات قيمة جيدة ولكن نجد أنها كتابات شبه منفصله وهذا ليس لتقصير الباحثين والمهتمين ولكن نتيجة لضعف ثقافات الحكومات فى البيانات وعدم تداولها وكذلك عدم إدراك ان العنصر البشرى افضـل وأهـم عنـاصـر رأس المـال ومثـال على ذلك دولة (اليـابـان) حيث أن ( رأس المـال البشـرى ) ( The Human Capital ) أهم مــوارد القرن الحادى والعشرين وأكثرهم تاثيرا مباشرا على التنمية والاستثمار والمستقبل المشرق للجميع حيث أن  الاستثمار في البشر يمثل الإستثمار الإستراتيجي الأفضل على المدى الطويل وجدير بالذكر اننى اقصد بالديناميكية هنا الديناميكية النفسية  باصلالها الاغريقى والتى تعنى الحيوية والطاقة الفعالة أو ما يُعرف باسم علم النفس الديناميكي  بدلالته الأوسع هي منهج في علم النفس يركز على دراسة القوى النفسية الكامنة وراء السلوك الإنساني والمشاعر والعواطف وإمكانية ارتباطها بالتجارب المبكرة وليس من خلال مفهومها الفيزيائى وإن كان كلاهما وجهين لعمله واحدة وهى ( القوى المحركة ).

 حيث تجتمع كل الاطراف الفاعلة والبلدان والمؤسسات الدولية والشركاء معًـا  للسعي إلى سـد الفجـوة الهائلة في رأس المال البشري في عالمنا اليوم حيث انه يعتبر الجهد الذى يستهدف تسريع وتيرة زيادة الاستثمارات بشكل عام وزيادة الاستثمارات في البشربشكل خاص كما وكيفا من أجل تعزيزالتنمية الاقتصادية المنشودة و العدالة الاجتماعية والنمو الاقتصادي في ظل عالم سريع التغيُّر وقد أكدت الكثير من الدراسات البحثية فى الجامعات والمؤسسات الدولية مثل البنك الدولى انه يوجد علاقة الديناميكية بين رأس المال البشري والتنمية والنمو الاقتصادى كعلاقة ( طردية ) بالاضافة الى وجود علاقة تكامل مشترك بين المتغيرات في المديين القصير والطويل حيث تبين أنه كلما ذادت المساهمة فى الاستثمار الجيد فى رأس المال البشري كلما ذادت معدلات التنمية والنمو الاقتصادي والعكس صحيح إذا نحن بحاجة ملحة خلال هذه الحقبة الزمنية  إلى الاستثمار بشكل أكثر كفاءة في رأس المال البشري لضمان زيادة معدلات التنمية الاقتصادية والنمو الاقتصادي وذلك من خلال نظام تعليم وتدريب جيد وتسخير الصناعات الإبداعية والجهد الكبير لخلق اقتصاد قائم على البحث والابتكار للعنصر البشرى وهذا ما اكدته جهود الدولة المصرية والقيادة السياسية للبلاد منذ اكثر من خمسة سنوات وأكدته خلال مؤتمرالإستثمار الأفريقى 2019 الذى عقد فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الافريقى .

وعلى المستوى العربى فقد تنبهت دولة ( الإمارات ) أيضا إلى أهمية الإستثمار الموارد البشرية واعتبارتها المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي المستدام كما تشير تقارير البنك الدولي حيث تؤكد التقارير الدولية أن الطفل المولود في الامارات اليوم هو طفل منتج بنسبة تصل إلى ( 66% ) عند بلوغه مع حصوله على تعليم متطور ورعاية صحية شاملة. وان كان غياب الاستثمار فى هذه الفئة لدى معظم دول العالم فإننا نجد أن الفجوة قـد زادت وإجتاحت معظم الدول الافريقية حيث أننا لم نتداركها سابقا والتى تعني غياب الإستثمار في التعليم وتأهيل الموارد البشرية لمواجهة التحديات الناجمة عن التغير التكنولوجي في المستقبل ولكن تظهر  وتؤكد مدى الفجوات التنموية فى هذه الدول من حيث توافر جميع الموارد الطبيعية وضغف الاستثمار فى المورد البشرى والإقتصادات ولعل مشروع رأس المال البشري الذي دشنته مجموعة البنك الدولي 2018 هو جهد عالمي طموح يستهدف تسريع وتيـرة زيـادة الاستثمارات في البشر كمـا وكيفـا من أجـل تعـزيز العدالة الاجتماعية للجميع والنمو الاقتصادي من خلال مؤشر رأس المال البشرى     (The Human  Capital Index (HCI والذى يتألف من المعارف والمهارات والقدرات الصحية بما يمكِّنهم من إستغلال إمكاناتهم كأفراد منتجين في المجتمع عن طريق توفير التغذية والرعاية الصحية والتعليم الجيد وبناء المهارات والذى تم صدوره من قبل البنك الدولى فى عام 2018 والذى أعد كقياس لنواتج التعليم والرعاية الصحية على العنصر البشرى والتى تتراوح قيم مقياسه مابين  ( 0- 1 ) لقياس مقدار إسهام الصحة والتعليم في مستوى الإنتاجية المتوقع أن يحققه الجيل القادم من الأيدي العاملة .

 وبناء على على ماسبق  فأننى أنـاشـد كـافـة الـدول على المستوى الاقليمى والـدولى العمل على التكاتف فى الإستثمار فى العنصر البشرى حيث أن التحديات والتهديدات سيواجها الجميع وأن  العالم اليوم ما هو إلا ( قرية صغيرة ) بما فيها من عناصر قوة وفرص وعناصر ضعف وتحديات وأن مساعدة بلدان العالم المتقدمة فى تعزيز الإستراتيجيات والإستثمارات المتعلقة برأس المال البشري فى الدول الفقيرة والتى من شأنها  الوصول إلى منظومة تنموية مثالية ونظام إستثمارى عالمي ناجحاَ للجميع وبالجميع.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق