مصطفى الفقي: مصر شوكة في حلق تركيا… وأردوغان دخل ليبيا طمعا في ثرواتها …وما يفعله غزو صريح
قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن قضايا المنطقة ملتهبة بشكل يجعل من المنصة الأكبر في العالم وهي الأمم المتحدة تخصص جلستين خلال أسبوعين لمناقشة قضيتي السد الإثيوبي والأزمة الليبية.
وأضاف الفقي، خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر، على فضائية إم بي سي مصر، أننا لسنا ضد نهضة إثيوبيا ولكننا ضد الظلم الذي تتعرض له مصر.
وأضاف: إن إثيوبيا تمكنت من تسميم الأجواء ونشر الفتنة من خلال إقناع عدد من دول العالم أن السد يهدف إلى تخليص الشعب الإثيوبي من الوضع الإقتصادي المتردي، ونهضة شعبها، وهو غير صحيح فما تفعله إثيوبيا هو تنفيذ أجندة معدة سلفا منذ عشر سنوات مستغلة الأوضاع غير المستقرة في مصر قبل ثورة الثلاثين من يونيو.
وأكد الفقي، أهمية تحرك مصر صوب دول جنوب الصحراء الإفريقية لأنهم يظنون أن دول الشمال في إفريقيا هم من يستأثرون بخيارات القارة وهي دعوات هدفها الفتنة وبث خطاب العنصرية.
ورأى أن أزمة السد الإثيوبي لن تحل إقليميا ولكن يمكن حلها على المستوى الدولي عبر تدخل دول كبرى فاعلة لديها أدوات ضغط على الجانب الإثيوبي.
وحول الملف الليبي، قال الدكتور مصطفى الفقي، إن إعلان القاهرة تميز بالاعتدال والعقلانية وابدت فيه النية الطيبة، فعندما تحدثت مصر في الأمم المتحدة اليوم بدا واضحا أنها تريد أن يكون الحل الليبي لصالح ليبيا وليس لدينا أطماع، ويجب مناصرة الحق الليبي في الاستقلال، وأن يتوقف الغزو التركي فما تقوم به تركيا غزو صريح مثلما فعل سليم الأول في مصر.
وأضف الفقي أن الهدف الحقيقي للتدخل التركي في ليبيا هو الطمع في الثروات الليبية ومحاولة فرض الأمر الواقع وكي ينقل الاتراك جزءا من معاركهم على الحدود السورية إلى الأراضي الليبية لتطويق الدولة المصرية وتعطيل مسيرة التنمية.
وردا على سؤال: متي يرى العالم أن التحركات التركية في ليبيا أصبحت عبئا، قال الفقي إن ذلك سوف يحدث عندما يكتشف العالم أن تركيا تجاوزت كل الاعراف والقواعد وحشدت الارهابيين، مضيفا :” لدي أمل أن يقوم الحلف الأطلنطي بإدراك أن ما يحدث لا يعبر إطلاقا عن وجهة نظر هذه الدول ورأينا أن بعض الدول بدأت في التصريح بذلك”.
وأوضح أن أدروغان لديه مشاكل وقلاقل حقيقية وتحول إلى حاكم ديكتاتور، مشيرا إلى أنه يعتقد أن اختفاء أردوغان سوف يصاحبه تغير في السياسة الإقليمية التركية.
وأشار إلى أن الرئيس التركي استغل نقطة ضعف الدولة الليبية ودخل طمعا في ثرواتها ولكن مصر تقف شوكة في حلق تركيا التي تسعى إلى استنزاف ثرواتها.
وفيما يتعلق بالفريق الراحل محمد العصار، قال الدكتور مصطفي الفقي، إن الفريق العصار استطاع أن يترك بصمة في قلوب كل من تعاملوا معه سواء كانوا مصريين أو عرب أو أجانب ولذلك أعجب به الفرنسيون كثيرا خلال مفاوضات صفقة الطيارات.
وأشار الفقي الى إنه شعر بأن هناك حزنا عليه من المواطن المصري البسيط رغم أنه كان وزيرا للانتاج الحربي وهي وزارة لا تتفاعل مباشرة مع الشارع المصري.
وتحدث الفقي عن ذكرياته مع العصار خلا زمالته له في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية قائلا:” كان طالبا هادئا مهزبا رقيقا وكان خفيض الصوت مبتسم قريب من الناس وعندما أصبح ضابطا تمتع بهيبة واحترام، وأصبح شخصية مهمة في الجيش المصري خاصة في ملف التسلح والعلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة الامريكية.
ونوه إلى أن الفريق الراحل من أكبر الخبراء العسكريين في العلاقات المصرية الامريكية، وكان محل ثقة الرئيس عبد الفتاح السيسي وكان أمينا.
لافتا إلى أنه لعب دورا كبيرا خلال احداث الخامس والعشرين من يناير وذلك من خلال المفاوضات مع القوى السياسية وساهم في تهدئة الشارع المصري.
وأوضح أن ميله إلى الكتمان والصمت وضعه محل ثقة الجميع فهو كتوم ولا يتحدث كثيرا وهو ما يجعله الشخص المناسب للكثير من الأسرار والقرارات المهمة.