أحمد مصطفى: في ذكرى عيد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢
بمناسبة عيد الثورة المصرية الـ ٦٨، ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ – نود أن نتوجه بخالص تحياتنا لكل من الجيش المصري والشعب المصري والذان حميا الثورة.
تلك الثورة التي قلبت الموزاين في العالم في هذا الوقت، واسست لفكرة تحرير وتوحيد الجنوب وقوة الجنوب (افريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية) والذي كان محتل من قوى الغرب الغاشمة، والتي اسست لفكرة العمل الجماعي.
حيث أن مصر الثورة في ذلك الوقت كانت سند الإتحاد السوفيتي سابقا في كل ما يقوم، وتراث هذه الثورة، هو الذي اعاد العلاقات والشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا لاحقا، وبين مصر والصين.
حيث ان مصر دعمت كل حركات التحرر الشعبي ضد الأنظمة الرجعية، والتي كانت موالية للغرب وتستفيد منه على حساب شعوبها، ولصالح مصالحها الفردية الضيقة وعروشها.
ولهذا استمر الغرب في حياكة الحيل خلال نهاية القرن الماضي، للقضاء على هذه الثورات، والحرب الشعواء عل قيم الإشتراكية والشيوعية وفكرة العمل الجماعي، واسقاط الإتحاد السوفيتي حتى يثبت صلاحية نموذجه الليبرالي المتطرف كحل لمشاكل البشرية.
ولكن ما قام على باطل فهو باطل، وقد اثبت هذا النموذج فشله، وخصوصا مع وباء كورونا، وتكرار العجز الإقتصادي العالمي وفي أقل من عشر سنوات للمرة الثانية.
اما المشككين في هذه الثورة، وانصار الليبرالية المتطرفة، والذين تشدقوا وقتها بغياب “الليبرالية وحقوق الإنسان” بالرغم انها ربما كانت في مصر مصونة اكثر من الغرب.
ونسوا ان الغرب الذي صدر هذه القيم، كان يحتل لغالبية دول الجنوب عسكريا وسياسيا وحاليا اقتصاديا.
فأين كانت حقوق الإنسان وقتها لدى “بريطانيا وفرنسا وايطاليا وهولندا وبلجيكا”، واين كانت حقوق الإنسان في امريكا التي كانت تمنع اصحاب البشرة السمراء من دخول المطاعم والاماكن العامة مثلهم مثل الكلاب، ولا تزال تعاملهم بكل قسوة.
أخيرا، لا بد من دراسة التجارب الناجحة في هذه الثورات سابقا، وتدريسها والتعامل معها بكل موضوعية وحيادية دون التشويه، وخصوصا الفترة الذهبية التي تلت هذه الثورات، في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والتي ازدهرت بشدة وقتها، ثم الإستفادة من اسباب الفشل وعلاجها.
نكرر وبشدة على ضرورة العودة للعمل الجماعي بين الدول وبين الشعوب وبين الشباب – يا شباب العالم اتحدوا.