الصحة و الأسرةغير مصنف

“الطفولة…المراهقة والعالم الرقمي”

Spread the love

د. أميرة الفيشاوي
طرحنا سابقآ “سوء إستخدام الإنترنت للأطفال “و كيفية تصحيح هذا السلوك الخاطيء والذي قد يتسبب في مشاكل خطيرة ومدمرة في مرحلة المراهقة. دعونا الآن نحلل المشاكل التي قد تنتج عن سوء إستخدام العالم الفضائي . مشكلة ” الإدمان الإلكتروني ” لدي المراهقين .
إن مشكلة “الإدمان” قد تبدأ بسبب عدم مراقبة الأهل للأطفال ، فيفرط إستخدامهم لشبكة الإنترنت من خلال مواقع مختلفة. من الممكن أن تكون هذه المواقع ، مواقع “تواصل إجتماعي”، أو مواقع “ألعاب إلكترونية”والتي قد تكون مدمرة للعقل والنفس. هناك أيضآ إدمان مواقع مختلفة قد تكون مواقع هادفة أو مواقع مضللة مثل المواقع الإباحية .
الإدمان قد يظهر عندما يستمر الطفل في التعامل مع العالم الفضائي لعدد ساعات يفوق الحد الطبيعي. قد يلاحظ الأب أو الأم أن “المراهق” يفضل دائما الجلوس بمفرده ، وقته قد يكون متبعثر غير منظم فيتحول وقت النوم إلي وقت التعامل الإلكتروني من خلال شبكة الإنترنت ، يتحول أيضآ وقت النشاط والعمل إلي وقت النوم في حالة إنقطاع الإنترنت ،يبدأ المراهق في المعاناة من شدة العصبية ، أحيانا البكاء ،أو إفتعال أي مشكلة ، وذلك عند الإبتعاد و إنقطاع ما يدمنه علي شبكة الإنترنت.
إذا إستمر الأمر ستجد إنه قد يلجأ إلي النوم لإنه لا يستطيع أن يستمتع بوقته دون شبكة الإنترنت،لا يتواصل مجتمعيآ مع العالم الواقعي من خلال الزيارات العائلية ، ممارسة الألعاب الرياضية أو ممارسة أي نشاط مجتمعي مع الأصدقاء ، بل دائما يفضل الجلوس بمفرده والخوض في العالم الإفتراضي والموقع الذي قد يسبب له الإدمان.
إذا تطرقنا إلي تفسير مفهوم الإدمان فإنه هو ” سيطرة مخدر ما أو تصرف ما مما قد يؤدي إلي السيطرة العقلية والتحكم في السلوكيات بشكل خاطئ ، وبالتالي هنا ليس المقصود بالإدمان هو إدمان مخدر فقط الذي قد يؤدي إلي الإنحراف السلوكي والجسماني، بل إنه من الممكن أن يكون إدمان شيء ما ، أو تصرف ما قد يسيطر علي العقل بشكل خاطئ مما قد يؤدي إلي الإنحراف السلوكي وبالتالي إنحراف عقلي وجسماني وخلل في الحياة المجتمعية ، النفسية والجسمانية.
المراهق من الممكن أن يتعرض للإستقطاب الإلكتروني المرضي الذي قد يسبب له الإدمان ، وكما طرحنا قبل ذلك” مرحلة الإدمان” قد تبدأ في مرحلة الطفولة بسبب سوء إستخدام الإنترنت وبالتالي تبدأ ظهور مشاكل وتصرفات سلوكية منحرفة ابتداء من سن التاسعة. ولذلك فعلي الآباء محاولة تجنب هذا الخطر المدمر للمراهقين ابتداء من السيطرة التكنولوجية للأطفال منذ الصغر.
واذا أهملوا الآباء هذا الأمر حتي ظهر علي الطفل سلوك خاطئ تجاه شبكة الإنترنت و أصبح مراهق مدمن ، فعلي الآباء إتباع هذه الخطوات لعلاج هذه المشكلة : أولآ محاولة إستقطاب المراهق خارج العالم الإلكتروني إلي العالم الواقعي مرة أخري ، ثانيآ: تنظيم وقت المراهق واتباع عدد ساعات إلكترونية محددة بعضها للدراسة وأخري للترفيه.
ثالثآ:إذا إستحوذت عدد الساعات الإلكترونية علي عقله وعدم قدرته علي تركها ، يجب تقليل عدد الساعات بشكل تدريجي يوميآ عن طريق خطة زمنية حتي لا يعاني المراهق من أعراض الإنسحاب والتي تتمثل في العصبية ، البكاء والإنهيار .
عند هذه المرحلة أيضآ يجب دعم المراهق معنويا ونفسيا من خلال تعويض ما يدمنه علي مواقع التواصل الإجتماعي وشبكات الإنترنت بممارسة مزيد من الأنشطة مثل الألعاب الرياضية ، مزيد من الحوار مع الأهل ، الخروج مع الأصدقاء حتي يتم السيطرة علي عدد ساعات التواصل الفضائي والتحكم في هذا العالم وبالتالي الرقابة الدائمة علي محتوي شبكات الإنترنت عن طريق مصادقة المراهق وليس خلق عداوة معه.
حماية إبنك من مخاطر الإنترنت قد تحميه من مخاطر عدة أخري مثل الإنتحار والأمراض النفسية والفشل الدراسي. تناولنا في هذا المقال خطر “الإدمان الإلكتروني” ، وفي المقالات القادمة سنتناول مخاطر أخري وكيفية التصدي لها حتي نستطيع أن نحمي أبنائنا من المخاطر التكنولوجية الحديثة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق